الاثنين، 18 يناير 2010

من مقدمة ترجمتي العربية لرواية "القاتل الأعمى" لمارجريت أتوود


رسخت مارجريت أتوود، مكانتها الأدبية المرموقة في الأدب الكندي المعاصر، كروائية وكاتبة للقصة القصيرة وشاعرة، وناقدة أدبية، بالإضافة إلى اسهماتها في الكتابة للأطفال. ووصلت أعمالها منذ بدأت النشر عام 1961 إلى أكثر من ثلاثين كتاب، تُرجم كثير منها إلى أكثر من 35 لغة عالمية، كما أدرجت ضمن مناهج دراسة الأدب في المدارس والجامعات، وأصبحت مادة للحورات الأدبية والمراجعات النقدية وأبحاث التخرج في أقسام الأدب حول العالم. وحازت العديد من الجوائز الأدبية المرموقة. ومنها جائزة البوكر الأدبية عام 2000 عن روايتها "القاتل الأعمى" المترجمة هنا.
تعد روايتها "القاتل الأعمى" رائعة أدبية وملحمة إنسانية بديعة. في مستهل الرواية تطالعنا أيريس تشاس تسترجع ذكرياتها عن حادثة سقوط أختها لورا من فوق الجسر عام 1945 . يتبعها تقرير صحفي عن الحادثة. ولكن بمجرد أن يستعد القارئ للإستغراق في قصة لورا، تنقله أتوود إلى رواية أخرى بعنوان "القاتل الأعمى"، متضمنة في الرواية الأساسية، وهي من نوع الخيال العلمي يرويها عاشقان في حجرات معتمة بالشوارع الخلفية. وعندما نعود إلى إيريس يكون عام 1947 في مقال صحفي عن اكتشاف قارب بحري يحمل جثة زوجها المتوفي، رجل الصناعة المعروف ريتشارد جريفون. وبذلك تلقي أتوود في مستهل الرواية بخيوط السرد الرئيسية لتشحذ ذهن القارئ للبحث عن العلاقة بينها. "القاتل الأعمى" رواية متعددة الطبقات بسخاء وتميز. فتتشابك فيها الخطوط والأحداث متتابعة في سرعة. وبمجرد أن تتلاقى الأحداث والخطوط يكتشف القارئ أن ما ترويه أتوود ليس ما يبدو عليه ولكنه يفوق ذلك بكثير.